كأنه لم يخلق إلا للحديث

هكذا قال عنه العلماء .....وحقاً كل ميسر لما خلق له.... هو حاكم اهل الحديث ...محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخارى... صاحب اصح كتاب بعد كتاب الله تعالى ظل ستة عشر سنه حتى صنف كتابه صحيح البخارى وقد روى انه عمى وهو صغير ورأت امه فى المنام سيدنا ابراهيم عليه السلام يقول لها ياهذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك عليه وقد روى انه عندما توفى والده قال له يا بنى تركت لك الف الف درهم ماعلمت فيها درهماً فيه شبهة حرام وقد روى انه ألهم حفظ الحديث وهو يدرس فى الكتاب وعمره عشر سنوات وكان يراجع العلماء ويصحح لهم وعمره احد عشر عاماً وكان يتردد الى مشايخ البصره وهو غلام فلا يكتب ويكتفى بالسمع وعندما أنكروا منه ذلك ارادوا ان يختبروه فقرأ عليهم خمسة عشر الف حديث مما كانوا يتدراسونه بينهم كلها عن ظهر قلب وارادوا مشايخ البصره ان يختبروه فأتوا بمآئة حديث وغيروا اسانيدها ومتنها وقرأوها عليه فانكرها وصححها عليهم وهو القائل احفظ مائة الف حديث صحيح ومائتى الف حديث غير صحيح وكانت حياته كلها رحلة فى طلب العلم وهو القائل ما وضعت فى كتابى الصحيح حديثاً الا اغتسلت قبل ذلك وصليت ر كعتين وورد انه بدأ التاليف وعمره ثمان عشر عاماً وتوفى وعمره اثنتين وستون عاماً فى ليلة الفطر وورد انه الف كتاب فى تاريخ الصحابه والتابعين وهو يجلس عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الليالى القمريه وكان رحمه الله مشهورا بثلاث خصال كان قليل الكلام وكان لايطمع فيما عند الناس وكان لايشتغل بامور الناس لاشتغاله بالعلم وكان يعمل بالتجاره وقد روى انه كان ينوى بيع تجارة له بخمسة آلاف درهم وفى اليوم التالى جاءه من يبتاعها بمبلغ عشرة آلاف درهم فرفض وذلك لنيته السابقه ويحكى انه كانت له جاريه فتعثرت فى محبره على الارض فلما تعجب من مشيتها وكيف اسقطت المحبره واخبرته هى بقولها وكيف لى ان امشى اعتقها لوجه الله قائلاً ان كانت قد اغضبتنى فقد رضيت نفسى وقد استدعاه والى بخارى ليحضر له كتبه وما عنده من الكتب فرفض قائلاً انى لا أذل العلم وطلب من الامير ان يحضر هو الى مسجده او بيته وان رفض فليعزله من مجلسه حتى يكون له عذر امام الله انه لا يكتم علماً ....

.وقد قال عنه ابن خلدون صحيح البخارى دين على الامه

فلما جاء الحافظ ابن حجر والف كتابه فتح البارى لشرح صحيح البخارى

قيل سقط الدين عن الأمه

ولنا فى سيرة الامام البخارى قدوة حسنه اسأل الله ان يحشرنا معه ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً