
صدقاً لا ادرى ما السبب فى هذه الظاهره ... فمن اهم اسبابى الشخصيه ودوافعى ورغبتى قديماً فى الزواج هو هروبى من صوت والدى غفر الله له المرتفع ومع ذلك فقد عوقبت بهذا العقوق منى للاسف بمن هو اعلى واغلظ صوتاً وسلمت امرى لله وقلت هذا قدرى
ولكن مع مرور الزمن وجدت ان الاصوات تتزايد وتتعالى واصبحنا نعيش يوميا فى نشاذ من الصيحات و الاصوات التى لا تنقطع على مدار وساعات اليوم
رغم انى اسكن بلده صغيره ولكنها للاسف اصبحت مزعجه
الباعه لا يكفون عن الصياح عن سلعاتهم طوال اليوم
محلات تصفيف الشعر للنساء اصبحت تقيم مراسم الفرح كله امامها
ونستقبل اليوم ببائع الفول وكأنه لديه عقدة من جرس المدرسه اصبح هو الآخر يمسك جرساً يدق به للاعلان عن سلعته رغم اننا نعلم جميعاً انه فول وليس إلا
حتى بائع الانابيب اخترع وسيله لابلاغنا بقدومها النادر وكأنه جاب الديب من ديله واختياره لتوقيت لا يمكن ان يخطر لنا على بال
حتى اعلانات الوفاه اصبحوا ينادون عليها بالمكبرات وكأن المتوفى سلعه من السلع
حتى الكنائس التى لم يكن يسمع لها صوت اصبحت تدق اجراسها وكأنها تنادى نحن هنا
وحتى للاسف مساجدنا اصبحت تقيم شعائر الصلاه كامله بمكبرات الصوت والغريبه انه لدينا العديد من المساجد فى مناطق متجاوره ومع ذلك نادرا ما يأذنون معاً وكأنه يوجد فروق فى التوقيت بينهم رغم انهم امام بعض و كلنا نعلم عندما سأل الصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم اقريب ربك فنناجيه ام بعيد فنناديه ونزلت الآيه الكريمه ((واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوه الداع اذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ))186 البقره وقوله تعالى: ,واذكر ربك فى نفسك تضرعاً وخفيه ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولاتكن من الغافلين)) 205 الاعراف وحتى ظاهرة السرادق التى يقام فيها العزاء والخطب والدعاء للمتوفى لمده 3 ايام وحتى للاسف عندما قررت ان اذهب الى منزلى بالقريه المجاوره لكى اهنأ بنوم هادىً فوجئت انهم سوف يحيون الليله فى الساحه المجاوره بليلة ذكر يظلون طوال الليل يصيحون ويصيحون فهل هذا هو التحضر والمدنيه ام الجهل وعدم الاحساس وتشوه الذوق العام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق